بمناسبة ظهور بعض الأمراض الغريبة
في بلاد الكفار بسبب
ارتكاب فاحشة الزنا
الحمد لله رب
العالمين، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن رحمةً بعباده، وحمايةً لهم مما يضرهم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان فرباه بنعمه، وأحل له
الطيبات وحرم عليه الخبائث، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، لا خير إلا دل أمته
عليه، وأمرها به، ولا شر إلا حذرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين
لهم بإحسانٍ، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتفكروا في تشريعاته الحكيمة، وما فيها من الخير العاجل والآجل، فإن ذلك مما يزيدكم محبةً لها وتمسكًا بها، يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، ويقول تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧﴾ [المؤمنون: 5- 7] فالله سبحانه وتعالى خلق شهوة الاتصال الجنسي في الإنسان لحكمة بقاء النسل، وجعل لها مصرفًا وموضعًا صالحًا هو الزوجة أو مِلك اليمين، وسمى هذا الموضع بالحرث، كما قال تعالى: ﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ﴾ [البقرة: 223]، ووعد سبحانه من استغنى بذلك عن الحرام بجزيل الأجر والثواب؛ حيث قال: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ إلى قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ
الصفحة 1 / 441