فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ
مَلُومِينَ ٦﴾ إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ
ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١﴾ [المؤمنون: 1- 11]، وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ» قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ
لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا
وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرًا» ([1]).
وضع الشهوة في غير
موضعها المباح من الزوجة أو ملك اليمين سماه الله عدوانًا وزنًا وفاحشةً وساء
سبيلاً، ونهى المسلمين أن يقربوه، ورتب عليه أشنع العقوبات العاجلة والآجلة؛ لأنه
يدمر الأخلاق، ويخلط الأنساب، ويسبب حدوث الأمراض المستعصية والمهلكة، وفي الحديث
الذي رواه ابن ماجه: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى يُعْلِنُوا
بِهَا إِلاَّ فَشَا بَيْنَهُمُ الطَّاعُونُ وَالأَْوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ
فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» ([2]).
ومصداق ذلك يا عباد الله، ما حدث في البلاد الإباحية في أوروبا وشرقٍ آسيا هذه الأيام من هذا المرض الخطير، وهو المرض المسمى (بالهربس)، وقد نوهت عنه الصحف والمجلات، وتقرر أنه حدث بسبب الزنا واللواط، وهو عبارةٌ عن قروحٍ تنشأ في الأعضاء التناسلية، وفي أجسام الرجال والنساء، ويتهَرَّأ منها الجسم ثم تؤدي إلى الوفاة، أو يبقى المصاب مشوه الجسم منغَّصًا بالأوجاع والأسقام، وهو مرضٌ تنتشر عدواه بإذن الله في من جالس المصاب أو مس شيئًا من جسمه، ولم يُعثَر لهذا المرض على علاج، وذكرت التقارير الدقيقة أن سبب
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1006).