الإصابة بهذا المرض
هو السفر إلى البلاد الإباحية، أو قدوم الوافدين من تلك البلاد واختلاطهم
بالأصحاء، وأن هناك أعدادًا من المصابين بهذا المرض يرقدون في المستشفيات، أو
يراجعون العيادات الخارجية بدون جدوى، وصدق الله ورسوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، وإذا كان هذا نوعًا من عذاب الزناة في الدنيا فإن عذابهم في الآخرة أشد،
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: «فَانْطَلَقْنَا
فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قَالَ:
فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ
أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللهَبُ ضَوْضَوْا» ([1]) أي صاحوا. ولما سأل
عنهم أُخبِرَ أنهم الزناة والزواني.
عباد الله، لما كان الزنا
منتهى القبح والشناعة حرمه الله وحذر منه، وتوعد فاعله بأشد العقوبات العاجلة
والآجلة، وحرم الوسائل والأسباب التي توصل إليه.
ومن أشد الأسباب التي توقع في الزنا السفر إلى البلاد الإباحية، في الشرق أو الغرب في بلاد العرب أو بلاد العجم، وكما تقرر أن هذا المرض الغريب الذي تحدثت عنه الصحف والمجلات، أنه إنما فشا في الذين يسافرون إلى تلك البلاد أو يفدون منها، وهذا خطرٌ واحدٌ من أخطار السفر إلى بلاد الكفار. وهناك أخطارٌ كثيرةٌ، من أعظمها الخطر على العقيدة والدين، ولكن ويا للأسف! أصبح السفر إلى بلاد الكفار اليوم محل تسابقٍ وتفاخرٍ بين الناس، فالمتزوج يسافر بزوجته لقضاء الشهر الأول بعد الزواج في بلاد الكفار، والتاجر يسافر بعائلته للسياحة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6640).