تأملات في سورة الهمزة
الحمد لله الذي أنزل
علينا القرآن فيه هدى ونور، وشفاء لما في الصدور. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا
منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وتدبروا القرآن العظيم ليدلكم على سعادة الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ
يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ﴾ [الإسراء: 9]، ولا تعرضوا عنه وتشغلوا عن تدبره فتحرموا من
هدايته، كما قال تعالى: ﴿وَمَن
يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ
٣ وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهۡتَدُونَ ٣٧﴾ [الزخرف: 36، 37].
عباد الله، نود أن نعيش هذه
اللحظات مع سورة قصيرة من كتاب الله، نتدبر معانيها ونتفكر في آياتها لعل الله
يوقظ قلوبنا بنورها، ويهدي بصائرنا بهدايتها، قال الله تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ
لُّمَزَةٍ ١ ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ ٢ يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ
أَخۡلَدَهُۥ ٣ كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ ٤ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ
مَا ٱلۡحُطَمَةُ ٥ نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ ٦ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفِۡٔدَةِ
٧ إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ ٨ فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۢ ٩﴾ [الهمزة: 1- 9].
توعد الله سبحانه بالويل -وهو كلمة عذاب، أو واد في جهنم- من اتصف بهذه الصفات وهي: الهمز، واللمز، وجمع المال وتعداده،
الصفحة 1 / 441