في بيان ثمرة الأعمال الصالحة
الحمد لله رب
العالمين، أمر بطاعته، وأخبر أنها سبب للنجاة والسرور، ونهى عن معصيته، وأخبر أنها
سببٌ للهلاك والشرور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله
الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج
المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم البعث
والنشور.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، ولازموا الأعمال الصالحة، وأكثروا من فضل الطاعات؛ فإنها سبب للنجاة من المهلكات العاجلة والآجلة. ويقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [يونس: 103]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» ([1])، يعني أن العبد إذا اتقى الله، وحفظ حدوده، «وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة،» ([2]) فإذا وقع في شدةٍ فإن الله ينجيه منها، فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته؛ قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2804)، وعبد بن حميد رقم (636)، والحاكم رقم (6303).
الصفحة 1 / 441