×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في الاعتبار بما يجري من الحوادث

الحمد لله ذي العزة والإجلال ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنشِئُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ ١ وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِۦ وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ ١ [الرعد: 12، 13]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على هديه يسير، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتفكروا في أحوالكم، وما يجري حولكم من العبر لعلكم تذكرون، إنكم في نعمة من الله تامة: أمن في أوطانكم، وصحة في أبداكم ووفرة في أموالكم، وبصيرة في دينكم، فماذا أديتم من شكر الله الواجب عليكم؟ فإن الله وعد من شكره بالمزيد، وتوعد من كفر بنعمته بالعذاب الشديد ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7].

إن الله سبحانه وتعالى يُري عباده من آياته، ليعتبروا ويتوبوا، فالسعيد من تنبه وتاب، والشقي من غفل واستمر على المعاصي ولم ينتفع بالآيات، كم تسمعون من الحوادث، وتشاهدون من العبر؟ حروب في البلاد المجاورة أتلفت أممًا كثيرة، وشردت البقية عن ديارهم، يتمت أطفالاً، ورملت نساءً، وأفقرت أغنياء، وأذلت أعزاء، ولا تزال تتوقد نارها، ويتطاير شرارها على من حولها، في لبنان، في فلسطين، في أريتريا، في إفريقيا، في إيران والعراق، في أفغانستان.


الشرح