وغير الحروب هناك
كوارث ينزلها الله بالناس؛ كالعواصف والأعاصير التي تجتاح الأقاليم والمراكب في
البحار، كالفيضانات التي تغرق القرى والزروع، وهناك حوادث السير في البر والبحر
والجو، والتي ينجم عنها موت الجماعات من الناس في لحظةٍ واحدة، وهناك الأمراض
الفتاكة المستعصية التي تهدد البشر، كل ذلك يخوف الله به عباده، ويريهم بعض قوته
وقدرته عليهم، ويعرفهم بضعفهم ويذكرهم بذنوبهم.
فهل اعتبرنا؟ هل
تذكرنا؟ هل غيرنا من أحوالنا؟ هل تاب المتكاسل عن الصلاة فحافظ على الجُمع
والجماعات؟ هل تاب المرابي والمرتشي والذي يغش في المعاملات؟ هل أصلحا أنفسنا
وطهرنا بيوتنا من المفاسد؛ كآلات اللهو، وآلة الفيديو والأفلام الخليعة، والخادمين
الأجانب، والخادمات الأجنبيات؟ إن أي شيء من هذه الأحوال لم يتغير إلا ما شاء
الله، بل إن البشر يزيد، وإننا نخشى من العقوبة المهلكة، ولا حول ولا قوة إلا
بالله، فإن الله تعالى يقول: ﴿كَدَأۡبِ
ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ
فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٥٢
ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ
قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ٥﴾ [الأنفال: 52، 53].
إن الله سبحانه توعد الذين لا يتعظون بالمصائب ولا تؤثر فيهم النوازل فيتوبوا من ذنوبهم، توعدهم بأن يستدرجهم بالنعم، ثم يأخذهم على غرة، ويقطع دابرهم؛ قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٤ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤﴾ [الأنعام: 43، 44]. عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن