النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى
مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ» ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَمَّا
نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ
حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم
مُّبۡلِسُونَ﴾ [الأنعام: 44] ([1]).
أيها المسلمون: إنه والله يخشى
علينا اليوم الوقوع في مثل هذا، معاصينا تزيد، ونعم الله تتكاثر علينا، فاتقوا
الله، عباد الله، واحذروا نقمة الله التي حلت بمن قبلكم ومن حولكم أن تحل بكم،
الدنيا لدينا معمورة، والمساجد مهجورة، أكثر الناس لا يأتون إليها، والذين يأتون
إليها يأتون متأخرين، يأتون عند الإقامة، أو بعد ما يفوتهم أول الصلاة أو كلها،
وأشد ما يكون الناس كسلاً في يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام، فلا يُصلي الفجر في
هذا اليوم إلا القليل من الناس، ولا يحضرون لصلاة الجمعة إلا عند إقامة الصلاة، لا
يسمعون الخطبة، ولا ينتفعون بالذكر والموعظة، مع أن حضور الخطبة واستماعها أمر مقصود،
وقد عاب الله على الذين ينصرفون عن سماع الخطبة إلى طلب الدنيا فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ
إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ
مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٠ وَإِذَا
رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ
قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ
خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ١١﴾ [الجمعة: 9- 11]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17311).
الصفحة 3 / 441