في التحذير من الكبر، وبيان آثاره السيئة
الحمد لله الذي منّ
علينا بنعمه التي لا تحصى، وأرانا من آياته ما فيه عبرة لأولي النهى، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
الذي لا ينطق عن الهوى،﴿إِنۡ
هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾ [النجم: 4]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وكل من سار على
طريقته المثلى، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه، لعلكم تفلحون.
أيها المسلمون، خصلة ذميمة وآفة
عظيمة حذر منها الله ورسوله غاية التحذير، يتصف بها كثير من الناس اليوم، ألا وهي
صفة الكبر، أعاذنا الله وإياكم منها. قال بعض السلف: أول ذنب عُصي الله به: الكبر؛
قال الله تعالى:﴿وَإِذۡ
قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ
أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ﴾ [البقرة: 34].
وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم معنى الكبر في الحديث الذي رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» ([1]) وبطر الحق: دفعه ورده على قائله، وغمط الناس:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).
الصفحة 1 / 441