في الحث على ذكر الله
الحمد لله رب
العالمين، أمرنا بذكره، ووعد الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات مغفرةً وأجرًا
عظيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
كان يذكر الله على كل أحيانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ،
وسلم تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن الله أمركم أن تذكروه ذكرًا كثيرًا، وتسبحوه بكرةً وأصيلاً؛ لأن ذكر
الله تطمئن به القلوب؛ قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ
تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وأخبر أن الإكثار من ذكره سببٌ للفلاح؛ قال
تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ
كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]. كما أخبر أن الذي يلهيه ماله وولده عن ذكر الله
يكون خاسرًا في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9] فحكم عليهم
بالخسران مع أنهم يظنون أنهم قد ربحوا الأموال والأولاد.
وذكر الله تعالى جمع للعبد خيري الدنيا والآخرة، ويعينه على مشاق الحياة، وعلى تحصيل الطاعات؛ فقد أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فبابٌ نتمسك به جامع، قال: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» ([1]) والإكثار من
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3375)، وأحمد رقم (17680)، والحاكم رقم (1822).
الصفحة 1 / 441