×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في محبة الله ورسوله

الحمد لله على فضله وإحسانه، أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فقامت به الحجة، وتمت به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وأطيعوه حبًا له، وإجلالاً، وطمعًا في ثوابه، وخوفًا من عقابه، فهو الإله الذي تؤلهه القلوب، وتعبده محبةً وإجلالاً وتعظيمًا، وإذا كانت القلوب قد جبلت على حب من أحسن إليها، فإن كل إحسان وكل نعمة: صادرة منه سبحانه؛ ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ [النحل: 53]. فيجب على العبد أن يحبه غاية الحب، ويعبده وحده لا شريك له.

ومحبة العبد لربه لها علامات تدل عليها؛ قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31] فعلامة محبة العبد لله أن يكون متبعًا لرسوله؛ يفعل ما أمر به، ويترك ما نهى عنه ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي أما من ادعى أنه يحب الله وهو مخالف لرسوله فإنه كاذب في دعواه.

قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله، فأنزل الله آية المحنة: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31]. وقوله تعالى: ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ إشارة إلى ثمرة محبة الله


الشرح