ما في قصة موسى - عليه السلام -
مع فرعون من الفوائد
العظيمة
الحمد لله رب
العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم. وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله جاء بالحق المبين، وجاهد الكفار والمنافقين حتى أكمل الله به الدين،
وأتم به النعمة على المسلمين، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه الذين آووه
ونصروه، وهاجروا وجاهدوا معه بصدق وإخلاص ويقين.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعتبروا بما قصه الله عليكم من أنباء الرسل والأمم الماضية، فإن الله تعالى يقول:
﴿لَقَدۡ كَانَ فِي
قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ﴾ [يوسف: 111]، ومن هذه الأنباء
العظيمة نبأ موسى وفرعون، فقد خصه الله بالذكر في قوله سبحانه لنبيه محمد صلى الله
عليه وسلم: ﴿نَتۡلُواْ
عَلَيۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٣ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ
أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ
إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٤ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ
ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ
٦﴾ [القصص: 3- 6].
وقد كنا في الخطبة الماضية قد سقنا شيئًا من تفاصيل هذه القصة العظيمة، ونريد الآن أن نستخلص بعض العبر من هذه القصة، فمن العبر فيها:
الصفحة 1 / 441