في بيان معنى العبادة وأهميتها
الحمد لله رب
العالمين، خلق الجن والإنس لعبادته، وأمرهم بتوحيده وطاعته، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده، لا شريك له في عبادته كما أن لا شريك له في ملكه، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، قام على قدميه في صلاة الليل حتى تفطرتا، وقال: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ
أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا» ([1]) صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتفكروا لماذا خُلِقْتُم؟ إنكم خُلِقْتُم لتعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي بهذا التعريف تشمل كل ما يفعله العبد بجوارحه، وكل ما يقوله بلسانه، وكل ما ينويه بقلبه مما شرعه الله تقربًا إليه، فالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك عبادة بدنية ومالية. وذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، وسائر الأذكار المشروعة، كل ذلك عبادة قولية. واعتقاد القلب ونيته وإخلاصه عبادة قلبية. وإذا صلحت نية العبد أصبحت كل أفعاله عبادة حتى الأمور العادية تنقلب إلى عبادة، فالنوم إذا نوى به التَقوِّي على القيام «الصيام» ([2]) ولم يترك بسببه واجبًا من الواجبات يصبح عبادة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1078)، ومسلم رقم (2819).
الصفحة 1 / 441