×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في المسح على الخفين

الحمد لله رب العالمين، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا.

·        اما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتعلموا من أحكام دينكم ما تستقيم به عبادتكم وتزكوا به أعمالكم، فإن الجهل داءٌ قاتلٌ، وشفاؤه بالتعلم والسؤال؛ يقول الله تعالى: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 43]. ومن الناس من يعبد الله على جهل، ويمنعه الحياء أو الكبر من السؤال، وقد قال بعض السلف: إن هذا العلم لا يناله مستحٍ ولا مستكبر. ولما قيل لابن عباس رضي الله عنهما: بم نِلت هذا العلم؟ قال: بلسانٍ سَؤول، وقلبٍ عقول.

ولهذا فإنني سأعرض مسألةً يحتاج كل منكم لمعرفتها؛ وهي مسألة المسح على الخفين، وما في حكمها، لأنكم تعلمون أن الطهارة شرطٌ من شروط صحة الصلاة؛ قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ [المائدة: 6]. فأمر الله تعالى بغسل الوجه، واليدين، والمسح على الرأس، وغسل الرجلين، عندما يريد المسلم أن يصلي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (135)، ومسلم رقم (225).