في التحذير من اتباع الهوى
الحمد لله رب
العالمين، خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً يدلنا على طريق
الخير، وينهانا عن طريق الشر، وأمرنا بطاعته واتباعه، لنحصل على سعادة الدنيا
والآخرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وكل من اتبعه، وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وسلم
تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: واعلموا أنكم لم تُخلَقوا عبثًا، ولن تُتركوا سُدى، بل تُحصى عليكم أعمالكم، وأقوالكم في كتابٍ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، ثم تُحاسَبون عنها يوم القيامة، وتُجازون بها «فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1]). ثم إن الإنسان في هذه الحياة يهوى بقلبه، ويحب ولا بد. فإن كان يهوى الخير، ويحب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وترتاح له نفسه، ويبغض الشرور والمعاصي، فهذا هو المؤمن. وإن كان يهوى الشرور والمعاصي ويكره ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو الكافر أو المنافق؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» ([2]). قال الإمام النووي رحمه الله:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
الصفحة 1 / 441