×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسنادٍ صحيح. وقد ورد في القرآن الكريم آياتٌ تدل على هذا: قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا [النساء: 65]، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ [الأحزاب: 36]، وقال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ [محمد: 9]، وقال تعالى: ﴿فَكَيۡفَ إِذَا تَوَفَّتۡهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ ٢ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٢ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ ٢ [محمد: 27- 29].

فالواجب على كل مؤمنٍ أن يحب ما أحب الله محبةً توجب له الإتيان بما وجب عليه منه، وإن زادت المحبة حتى أتى بما يُستحب منه كان ذلك فضلاً وزيادة خير. ويجب على المؤمن أن يكره ما يكرهه الله كراهةً توجب له الكف عما حرم الله عليه منه، وإن زادت الكراهة حتى ترك ما ينبغي تركه تنزيهًا كان ذلك فضلاً.

ومحبة الطاعات والإتيان بها وبغض المحرمات، والابتعاد عنها - دليل على محبة الله ورسوله، ودليلٌ على متابعة الرسول؛ فقد قال الله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31]. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]). فلا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يقدم محبة الرسول على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (14)، ومسلم رقم (44).