في التحذير من الشرك
الحمد لله رب
العالمين: ﴿مَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ
وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف: 40]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله بالدعوة
إلى التوحيد، والتحذير من الشرك، فجاهد في الله حق جهاده، وبلغ رسالة ربه، وأكمل
الله به الدين وأتم به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيلهم،
وسار على نهجهم إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
وافعلوا ما أمركم به، واجتنبوا ما نهاكم عنه، واعلموا أن أعظم ما أمركم الله به هو
التوحيد، وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له الذي خُلِقتم من أجله؛ قال تعالى:
﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ
إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. والمصلحة في ذلك راجعةٌ
إليكم، فأنتم بحاجةٍ إلى عبادة الله؛ لتنالوا بها رحمة الله، وتنجوا من عذابه،
فالله أمركم بعبادته لمصلحتكم أنتم، أما هو سبحانه فهو غني عن عبادتكم؛ قال تعالى:
﴿إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ
وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8].
وأعظم ما نهاكم عنه هو الشرك، وهو جعل شيءٍ من العبادة لغير الله تعالى، كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والرغبة والرهبة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ﴾ [المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ﴾ [النساء: 48].
الصفحة 1 / 441