والحسد هو الذي حمل أحد ابني آدم على قتل أخيه
ظلمًا لمَّا وهبه الله النعمة، وتقبل القربان، وقد قصّ الله خبرهما في القرآن
تحذيرًا لنا من الحسد وبيانًا لعواقبه الوخيمة.
والحسد صفة اليهود
كما ذكر الله في مواضع من كتابه، فقد حسدوا نبينا صلى الله عليه وسلم على ما آتاه
الله من النبوة والمنزلة العظيمة، فكفروا به مع علمهم بصدقه وتيقنهم أنه نبي الله،
وحسدوا هذه الأمة على ما مَنَّ به عليها من الهداية والإيمان، قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ
بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109].
عباد الله، والحسد: هو كراهية وصول
النعمة إلى الغير وتمني زوالها عنه، وله آثار سيئة:
منها: أن فيه اعتراضًا
على الله في قضائه، واتهامًا له في قسمته بين عباده، لأن الحاسد يرى أن المحسود
غير أهل لما آتاه الله، وأن غيره أولى منه.
ومنها: أن الحاسد منكر
لحكمة الله في تدبيره، فهو سبحانه يعطي ويمنع لحكمة بالغة، والحاسد ينكر ذلك.
ومن آثار الحسد السيئة: أنه يورث البغضاء بين الناس؛ لأن الحاسد يبغض المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» ([1]). ومن أضرار الحسد أنه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن المحسود
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2564).