×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 بأي طريق ولو بقتله، كما قص الله تعالى عن ابني آدم في قوله: ﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ [المائدة: 27] وأخيرًا نفذ الجريمة، وباء بالإثم وخسارة الدنيا والآخرة، وصار عليه كفل من دم كل نفس تُقْتَلُ ظلمًا؛ لأنه أول من سن القتل، وسبب ذلك كله والدافع إليه هو الحسد.

ومن أضرار الحسد: أنه يمنع الحاسد من قبول الحق إذا جاءه عن طريق المحسود، ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه كما حصل من إبليس لما حسد آدم وحمله ذلك على الفسق عن أمر الله، والامتناع من السجود، فسبب له ذلك الطرد واللعنة واليأس من رحمة الله. ومن أضرار الحسد أنه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة، حيث يقدم على غيبة المحسود والسعاية بالنميمة بينه وبين غيره. والغيبة والنميمة خصلتان قبيحتان وكبيرتان عظيمتان.

ومن أضرار الحسد: أنه يدفع الحاسد إلى ارتكاب ما نهى الله عنه ورسوله في حق المسلم، من البيع على بيعه أو يزيد عليه في السوم وهو لا يريد الشراء، أو يخطب على خطبته، أو يسعى لدى المسئولين بفصله عن وظيفته، أو منعه حقًا من حقوقه الوظيفية، أو صرف نظرهم عنه، ونزع ثقتهم فيه، وغير ذلك من أنواع المضار، وكل ذلك بدافع الحسد.

ومن أضرار الحسد على الحاسد: أنه يُذهب حسناته وأعماله الصالحة التي هي رأس ماله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، أَوْ قَالَ: الْعُشْبَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4903)، وعبد بن حميد رقم (1430).