ومن أضرار الحسد: أنه يجعل الحاسد
دائمًا في هم وقلق لما يرى من تنزل فضل الله على عباده وهو لا يريد ذلك، ولا يقدر
على منعه، فيبقى في هم وقلق.
كالنار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله
ومن أضرار الحسد على
المجتمع: أنه يوقع فيه التخلخل والتفكك؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَبَّ
إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُْمَمِ قَبْلَكُمُ؛ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ» ([1]).
عباد الله: من وجد في نفسه
شيئًا من الحسد فليسع في إزالته؛ بأن يتذكر أن الحسد ضرر عليه هو في الدين
والدنيا، وأنه لا يضر المحسود، وأن يتذكر أن الأمور بيد الله عز وجل: لا مانع لما
أعطى ولا معطي لما منع. وعليه أن يسأل الله من فضله؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا
فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُواْۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ
مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسَۡٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا﴾ [النساء: 32]. بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1412)، والطيالسي رقم (190).
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد