خطأهم، ويندمون حين
لا ينفعهم الندم، فقال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ ١٩ وَقَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ٢٠ هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ٢﴾ [الصافات: 19- 21]، وأخبر سبحانه أن
من نسي هذا اليوم ولم يستعد له سيلقى العذاب الشديد، فقال سبحانه:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ
عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [ص: 26]، وقال تعالى:﴿فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَآ إِنَّا
نَسِينَٰكُمۡۖ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [السجدة: 14].
لقد سمى الله هذا اليوم بأسماء كثيرة مروعة، فسماه يوم القيامة لقيام الناس من قبورهم، ووقوفهم على أقدامهم في المحشر، وسماه بيوم الدين، والدين هو الجزاء والحساب؛ لأن الناس يحاسبون ويجازون بأعمالهم في هذا اليوم، «وسماه بيوم الحساب» ([1]) وسماه باليوم الآخر؛ لأنه يأتي بعد الدنيا ويستمر؛ أهل الجنة يخلدون في الجنة، وأهل النار يخلدون في النار فيقال: «يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ وَلاَ مَوْتَ» ([2])، وسمى سبحانه وتعالى قيام الساعة بأسماء مروعة، فسماه الحاقة، والقارعة، والطامة الكبرى، والصاخة، والنبأ العظيم، والفزع الأكبر؛ وذلك لشدة هوله، كما صوره في قوله تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢﴾ [الحج: 1، 2]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.