وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيًۡٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ
ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم
بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [لقمان: 33].
لقد تجرأ بعض البشر
فأنكروا هذا اليوم واستبعدوه، ونفوا قدرة الله على إحياء الموتى بعد أن صاروا
ترابًا وعظامًا نخرة، فرد الله تعالى عليهم، وأقام البراهين القاطعة على وقوع ذلك:
منها أن الذي خلقهم
أول مرة وأنشأهم من العدم قادر من باب أولى على إعادتهم:﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ
عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الروم: 27]. ومنها قيام دليل
حسي يشاهدونه بأعينهم وهو إحياء الأرض بالنبات الأخضر بعد موتها وجدبها، ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ
أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا
لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: 39].
ومنها تنزيه الله عن
العبث؛ لأنه لو لم يكن هناك بعث ليجازى فيه المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته،
فتظهر نتائج الأعمال التي قدمت في دار الدنيا، لكان خلق الناس عبثًا ليس له نتيجة،
والله منزه عن العبث؛ قال تعالى:﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115].
ومنها تنزيه الله عن الظلم، واتصافه بالعدل، وهذا يقتضي أن يجازى كل عامل بعمله، ولا يسوى بين المؤمن والفاسق، ولا يكون هذا إلا بالبعث والحساب؛ قال تعالى:﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٢١ وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا