يُظۡلَمُونَ ٢٢﴾ [الجاثية: 21، 22]؛ لذلك نرى كثيرًا
من المفسدين يموتون ولا يجازون في الدنيا على إفسادهم، ونرى كثيرًا من الصالحين
يموتون قبل أن يجازوا بصلاحهم؛ لأن هناك يومًا ينتظر الجميع ﴿أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨ أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
١٩ وَأَمَّا
ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن
يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ
ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ٢٠﴾ [السجدة: 18- 20].
عباد الله: إن الله أخبر عن
قرب هذا اليوم ليستعد له العباد؛ قال تعالى:﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ﴾ [الأنبياء: 1]،﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ
وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ ﴾ [القمر: 1]،﴿أَزِفَتِ ٱلۡأٓزِفَةُ ﴾ [النجم: 57]،﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَأٓتٖۖ﴾ [الأنعام: 134]. بل إن هناك قيامة قريبة
لكل شخص بخاصته وهي الموت، فالموت هو القيامة الصغرى، وهو أقرب إلى أحدنا من شراك
نعله ﴿وَمَا تَدۡرِي
نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ﴾ [لقمان: 34]. وحين يجيء الموت لا يستطيع الإنسان أن يتخلص
منه، ولا يستطيع أن يغير من عمله إذا كان غير صالح، ولا أن يزيد فيه إذا كان
صالحًا.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم:﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9] الآيات من آخر سورة
المنافقون. بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم.
***
الصفحة 4 / 441