×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: 2، 3]. كما وعد سبحانه من يتقيه بأن يسهل عليه أمور الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا [الطلاق: 4]. وقد أمر الله العباد أن يتقوه حق تقاته حسب طاقتهم، فلا يتركوا تقواه وهم يستطيعونها، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]. فمعني الآيتين: اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم. كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم العبد أن يتقي الله دائمًا على أي حال، وفي أي مكان، وفي كل شيء؛ قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» ([1])، بحيث لا يتظاهر الإنسان بالتقوى إذا كان مع الناس، ويخالفها إذا غاب عنهم؛ لأن الله مطلع عليه في كل أحواله.

أيها المسلمون: وهناك أشياء أمر الله أن تتقى، منها الأرحام وهم القرابة، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ [النساء: 1] أي اتقوا الله، واتقوا الأرحام فلا تقطعوها، فإنها مما أمر الله به أن يوصل، فصلة الرحم واجبة، وقطيعتها محرمة، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع أهل الملة.

ومما أمر الله سبحانه أن يتقي: النار، قال تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 24]. أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» عن أنس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: قال: «وُقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).