ثُمَّ وُقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى
ابْيَضَّتْ، وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ» ([1])، واتقاء هذه النار
يكون بتجنب الأعمال التي توجب دخولها.
ومما أمر الله
سبحانه أن يتقى: يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 281]، روي أن هذه آخر
آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها الأمر باتقاء يوم القيامة الذي
يخسر فيه الخلق من أولهم إلى آخرهم في صعيد واحد أمام رب العالمين لمجازاتهم
بأعمالهم خيرها وشرها، واتقاء هذا اليوم يكون بالاستعداد له بالأعمال الصالحة،
وتجنب الأعمال السيئة، وبتذكره دائمًا وتذكر ما يحصل فيه من الأهوال.
ومما أمر الله به أن يتقى: الفتن والعقوبات العاجلة التي تنزل بالعصاة، وتعم غيرهم ممن لم ينكر عليهم فعلهم، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25] أي اتقوا فتنة تتعدى الظالم، فتصيب الصالح والطالح، ولا تختص إصابتها بمن يباشر الظلم منكم، بل تتعدى إلى غير الظالم إذا لم ينكر عليه، عن ابن عباس أنه قال في الآية: أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب وقد وردت الأحاديث الكثيرة الصحيحة بأن هذه الأمة إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، عمهم الله بعذاب من عنده، وهذا الوعيد يتناول كل من علم
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2591)، وابن ماجه رقم (4320)، والبيهقي في « الشعب » رقم (799).