أُمُّهُ» ([1]). وأنه قال: «الْعُمْرَةُ
إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ
لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([2])، والحج المبرور
قيل: هو الذي لا يقع فيه معصية، وقيل: هو الذي تكون حالة الإنسان في الطاعة بعده
أحسن منها قبله، وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلَ
الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» ([3]).
ومن أسباب كون الحج
مبرورًا: أن تكون النفقة فيه من كسب حلالٍ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ
طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ
لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ
حَلاَلٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلاَلٌ، وَحَجُّك مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا
خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى:
لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ،
زَادُكَ حَرَامٌ وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ» ([4]).
ومن أسباب كون الحج مبرورًا: أن يتجنب الحاج المعاصي؛ قال تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّ﴾ [البقرة: 197]. ومن أسباب كون الحج مبرورًا: التواضع فيه في المركب والمنزل والتعامل مع الناس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رثّ وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثم قال: «اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لاَ رِيَاءَ فِيهَا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1723)، ومسلم رقم (1350).