×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

أُمُّهُ» ([1]). وأنه قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([2])، والحج المبرور قيل: هو الذي لا يقع فيه معصية، وقيل: هو الذي تكون حالة الإنسان في الطاعة بعده أحسن منها قبله، وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» ([3]).

ومن أسباب كون الحج مبرورًا: أن تكون النفقة فيه من كسب حلالٍ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلاَلٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلاَلٌ، وَحَجُّك مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَرَامٌ وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ» ([4]).

ومن أسباب كون الحج مبرورًا: أن يتجنب الحاج المعاصي؛ قال تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّ [البقرة: 197]. ومن أسباب كون الحج مبرورًا: التواضع فيه في المركب والمنزل والتعامل مع الناس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رثّ وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثم قال: «اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لاَ رِيَاءَ فِيهَا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1723)، ومسلم رقم (1350).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1683)، ومسلم رقم (1349).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1448).

([4])  أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (5228).