وَلاَ سُمْعَةَ» ([1]). وعن قدامة بن عبد
الله قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي الْجَمْرَةَ
يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لاَ ضَرْبَ وَلاَ طَرْدَ وَلاَ
إِلَيْكَ إِلَيْكَ» ([2]).
ومن علامات كون الحج
مبرورًا: أن تكون حال الحاج بعده في الطاعة والاستقامة أحسن منها قبله، فإن من
علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها. ومن أسباب كون الحج مبرورًا: أن يؤدى على
الوجه المشروع لا نقص فيه ولا بدع ولا مخالفات، وبعض الحجاج يتلاعب بحجه، ولا يصبر
على أدائه على الوجه المشروع، لا يتأكد من حدود المشاعر فيقف داخلها، بل يقف خارج
عرفة، ويبيت خارج مزدلفة، وينصرف من عرفة قبل الغروب، ويرمي الجمرات في غير وقت
الرمي، ولا يستقر في منى أيام التشريق ولياليها، وينفر من منى قبل وقت النفر. حتى
إن من الحجاج من يرجع إلى أهله في يوم العيد أو في اليوم الحادي عشر، ويوكل من
ينوب عنه في بقية أعمال الحج، ومن الحجاج من لا يطوف للوداع، ومن الحجاج من لا
يتجنب محظورات الإحرام، وهكذا تقع من بعض الحجاج مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة
للحج، وهذا نتيجة عدم المبالاة بأحكام الحج، ومثل هذا لا هو حج فاستفاد، ولا هو
ترك الحج فاستراح.
عباد الله: إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وإنما يجب على المسلم مرة واحدة في العمر إذا كان مستطيعًا، وما زاد فهو تطوع.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2890)، وهناد في « الزهد » رقم (821).