×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

والإنفاق على الأقارب والمحتاجين، وإنظار المدين المعسر، وإقراض المحتاج: هو من التعاون على البر والتقوى. وبذل الكفالة والضمان لمن يحتاج إليهما؛ هو من التعاون على البر والتقوى. وبذل الجاه والوساطة في قضاء حاجة المسلم عند ولاة الأمور وغيرهم: هو من التعاون على البر والتقوى، وقد قال الله تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ [النساء: 85]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا» ([1]). وإقامة المشاريع الخيرية من بناء المساجد والمدارس الخيرية، وتأمين مياه الشرب والوضوء: هو من التعاون على البر والتقوى. وإقامة المصانع التي تنتج للمسلمين ما يحتاجون إليه، ويستغنون به عن الكفار. هو من التعاون على البر والتقوى.

والإصلاح بين الناس وقطع الخصومات والمنازعات، والتأليف بين القلوب: هو من التعاون على البر والتقوى؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ» ([2]). وقيام الموظفين بأعمالهم، وأداء واجبهم الوظيفي: هو من التعاون على البر والتقوى؛ لأن المسلمين بحاجة إلى خدماتهم وخبراتهم.

ومجال البر والتقوى واسع، ولما كان الإنسان عاجزًا عن الإحاطة به فضلاً عن القيام به كله، صار التعاون على تحقيق المصالح، ودفع المفاسد أمرًا ضروريًا للمجتمع المسلم، وصار القيام به من أفضل


الشرح

([1])  أخرجه البخاري رقم (1365)ـ

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2509)، وأحمد رقم (27508)، وابن حبان رقم (5092).