×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

الأعمال، وأمر الله به ورسوله، وترتب على فعله الخير الكثير والثواب الجزيل. وكل واحد من المسلمين عضو في المجتمع يبذل ما يستطيع: العالم يعين الناس بعلمه، والغني يعين الناس بماله، والشجاع يعين بشجاعته في سبيل الله، والمسلمون يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وقيام الوالدين بتربية أولادهم التربية الإسلامية وتنشئتهم على الخير: هو من التعاون على البر والتقوى؛ لأنهما ينشئان جيلاً صالحًا يكثر سواد المسلمين، ويقوم بنصرة الدين.

أيها المسلمون: وإلى جانب الأمر بالتعاون على البر والتقوى، ينهى الله عن التعاون على الإثم والعدوان، والإثم جميع المعاصي، والعدوان هو الاعتداء على حرمات الله وحرمات خلقه، والنهي عن الإعانة على ذلك، يعني النهي عن فعله من باب أولى، فلا يجوز للمسلم أن يرتكب المحرمات، ولا يجوز له أن يعين من يرتكبها لا بقول ولا بفعل، ولقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه؛ لتعاونهم على الإثم والعدوان. ولعن النبي صلى الله عليه وسلم «الرَّاشِيَ، وَالْمُرْتَشِيَ، وَالرَّائِشَ» ([1]). وهو الساعي بينهم؛ لتعاونه على الإثم والعدوان، ومن التعاون على الإثم والعدوان الشفاعة لإسقاط إقامة الحد على من وجب عليه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ عز وجل، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22399)، والطبراني في « الكبير » رقم (1415).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3597)، وأحمد رقم (5385)، والحاكم رقم (2222).