ومن التعاون على
الإثم والعدوان الإدلاء بشهادة الزور لينصر بها ظالمًا، أو يرد بها حقًا، قال صلى
الله عليه وسلم: «عُدِلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الإِْشْرَاكَ بِاللهِ عز وجل »
([1]) ثلاث مرات، ثم قرأ: ﴿ذَٰلِكَۖ
وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ
وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ
مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ ٣ حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ
ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ ٣﴾ [الحج: 30- 31]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَْرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ
لَأَكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ» ([2]). وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ
اللهَ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ
رَحْمَةِ اللهِ» ([3]).
ثم ختم الله الآية
بقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2] مؤكدًا بذلك ما أمر
به في أولها من التعاون على البر والتقوى، وما نهى عنه من التعاون على الإثم
والعدوان، ومحذرًا من عقوبته لمن خالف ذلك.
أيها المسلمون: ما أحوج المسلمين اليوم إلى التعاون على البر والتقوى؛ وقد تداعت عليهم الأمم وتكالبت عليهم قوى الشر من كل جانب، ما أحوجهم إلى التعارف والتآلف وإزالة الأحقاد، ودفع الفساد عن مجتمعهم، ما أحوجهم إلى التعاون على تربية أولادهم ونسائهم وإصلاح بيوتهم، وإخراج أهل الشر من بينهم، وتنقية مجتمعهم من عناصر الفساد والإفساد، ما أحوجهم إلى الحذر من الدعايات
([1]) أخرجه: أحمد رقم (18898)، والطبراني في « الكبير » رقم (4162).