الموروث عن الأنبياء المتقدمين مشوبًا بأهواء
المبدلين والمبتدعين، قد اشتبه عليهم حقه بباطله. أو يشتغل بعمل، القليل منه
مشروع، وأكثره مبتدع، ولا يكاد يؤثر في صلاحه إلا قليلاً.
هذا الذي ذكره شيخ
الإسلام من وصف الجاهلية، وما عليه أهلها من الضلال المبين، ولا يزال هذا الوصف وأسوأ
منه، ملازمًا لكل من لم يؤمن بهذا الدين، فالكفار اليوم يتخبطون في ضلالاتٍ
غليظةٍ، وجهالاتٍ شنيعةٍ، وضياعٍ مستمر في العقائد والأخلاق والمعاملات.
ثم قال شيخ الإسلام
رحمه الله: فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من
البينات والهدى، هداية جَلَّت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل
لأمته المؤمنين به عمومًا، ولأولي العلم منهم خصوصًا، من العلم النافع، والعمل
الصالح، والأخلاق العظيمة، والسنن المستقيمة: ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علمًا
وعملاً الخالصة من كل شوب إلى الحكمة التي بعث بها - لتفاوتت تفاوتًا يمنع معرفة
قدر النسبة بينهما، فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى.
أيها المسلمون: إن دين الإسلام
الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم هو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله
عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وما سواه من الأديان بعد مجيئه
فهو دين المغضوب عليهم والضالين، وقد فرض الله عليكم في كل ركعةٍ من صلاتكم أن
تسألوه أن يهديكم لهذا الصراط المستقيم، ويجنبكم صراط المغضوب عليهم والضالين.
تسألونه أن يهديكم للتمسك بهذا الدين، وأن يحميكم من الانحراف عنه إلى دين الكفار في عقائدهم وعاداتهم المحرمة،