والحوداث المستقبلة،
من أخبار الرسل والأمم الماضية، وما يحصل في آخر الزمان من علامات الساعة، كظهور
الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام،
وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وغير ذلك مما أخبر به النبي صلى الله
عليه وسلم من أشراط الساعة ما حصل منها وما سيحصل، وتؤمن بما يكون في البرزخ من
عذاب القبر ونعيمه، وتؤمن بالبعث والحساب والميزان، والجنة والنار، وتعمل من أجل
ذلك وتستعد له ولا تغفل عنه، قال الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ
شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ﴾ [ص: 26]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الحشر: 18].
ومن آمن بذلك حق الإيمان، فإنه لا ينشغل عنه بالدنيا فيكون ممن قال الله فيهم: ﴿بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١٦ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧﴾ [الأعلى: 16، 17]. لقد توعد الله من هذه صفته بأشد الوعيد؛ قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ٣ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٣ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣٩﴾ [النازعات: 37- 39]. فالمؤمن بالآخرة لا يؤثر الدنيا عليها، وإنما يجعل الدنيا مزرعة لها ومطيّة إليها؛ لأنه يعلم أنه منتقل عنها إلى الآخرة، فالمؤمن يجمع الله له بين خيري الدنيا والآخرة؛ والكافر يخسر الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11]. قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو المنافق إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه، فإن أصابته فتنة أو شدة أو ضيق ترك دينه ورجع إلى الكفر.