﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]، والصالح من عباد
الله يقول: ﴿رَبِّ
أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ
وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ
إِنِّي﴾ [الأحقاف: 15].
كان السلف الصالح
يُعنون بأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، يعلمونهم، وينشئونهم على الخير، ويبعدونهم عن
الشر، ويختارون لهم المعلمين الصالحين، والمربين الحكماء والأتقياء، والنبي صلى
الله عليه وسلم يأمر الآباء أن يبدءوا مع أولادهم التربية الدينية والخُلُقية من
سن التمييز؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاَةِ
لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي
الْمَضَاجِعِ» ([1]).
عباد الله: إن شباب الأمة إذا
فسدوا انهدم بناء الأمة، وتسلط عليها أعداؤها، وبالتالي تزول عن الوجود. وإن مما
يُدمي القلوب ويُبكي العيون، ما نشاهد عليه كثيرًا من شباب المسلمين اليوم، من
تمردٍ على آبائهم، وانحرافٍ في أخلاقهم، وفسادٍ في دينهم، يتجمعون في الشوارع من
بعد العصر إلى آخر الليل بسياراتهم يعبثون بها، فيضايقون المارة ويزعجون السكان،
ويعرضون الناس للخطر، ويتركون الصلوات، بل يشوشون على المصلين في المساجد، ويختلط
بهم عناصر فاسدةٌ تأتيهم من هنا وهناك، تُروِّج بينهم تعاطي الدخان والمخدرات،
وفساد الأخلاق، والوقوع في الفواحش.
لقد استشرى شرهم، وعظم خطرهم، وصاروا يهددون من يحاول نصحهم، أو ينكر عليهم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).