والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من أعظم أسباب النجاة من العذاب؛ قال الله تعالى عن بني إسرائيل:
﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا
ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا
ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ﴾ [الأعراف: 165]، وقال تعالى: ﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ
ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ﴾ [هود: 116]. وفوائد الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وفضائله العاجلة والآجلة كثيرة جدًا.
عباد الله: والمعروف اسم جامع
لكل ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان والأعمال الصالحة، وهو كل فعل يعرف بالعقل
والشرع حسنه. والمنكر اسم جامع لكل ما يكرهه الله وينهى عنه، وهو كل فعل حرمه
الشرع وكرهه، واستقبحته العقول الصحيحة.
ويجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب استطاعته ومقدرته؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ»([1]). فدل هذا الحديث على أنه يجب على المسلم إنكار المنكر بكل حال، ولا يجوز له الرضا به والتعاطف مع فاعله. فإن كل من ذوي السلطة غير المنكر بيده وأزاله وأدب العاصي بما يناسب وذوو السلطة هم ولاة الأمور ونوابهم، فهم مسئولون عمن تحت ولايتهم، وصاحب البيت له سلطة على من في بيته من أولاده ونسائه، يستطيع أن يغير المنكر الذي يحصل في بيته بيده؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
([1]) أخرجه مسلم رقم (49)ـ