«مُرُوا
صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا
بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، وقال الله تعالى: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ
بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ [طه: 132]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ
مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2]). فيجب على صاحب
البيت أن يأمر من تحت يده بطاعة الله، ويلزمهم بأداء الواجبات وترك المنكرات.
ومن لم تكن له سلطة
ولا قدرة على إزالة المنكر بيده، وجب عليه أن ينكره بلسانه، بأن ينهي العاصي
ويخوفه عقاب الله، ويبين له حرمة الفعل الذي ارتكبه، فإن لم تجد فيه النصيحة، وجب
عليه رفع أمره إلى ولاة الأمور، لإزالة منكره باليد والقضاء عليه بالسلطة.
فإذا لم يكن للإنسان سلطة يزيل بها المنكر باليد، ولا يقدر على إنكار المنكر بلسانه، وجب عليه أن ينكره بقلبه، فإنكار القلب لا بد منه، فمن لم ينكر قلبه المنكر دل على ذهاب الإيمان منه؛ قال علي رضي الله عنه: «فمن لم يعرف قلبه المعروف ونكر المنكر، نكس فجعل أعلاه أسفله». فإنكار المنكر باليد واللسان يكون بحسب الطاقة. وأما الإنكار بالقلب فلا يسقط عن أحد، وهو فرض عين على كل مسلم، وعلى هذا فمن اقتصر على الإنكار بقلبه وهو قادر عليه بلسانه فقد ترك الواجب عليه، ولم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمره بالإنكار بلسانه، وكذلك من اقتصر على الإنكار باللسان وهو قادر على الإنكار باليد فقد ترك الواجب عليه، ولم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمره أن ينكره بيده.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).