المغرب والعشاء،
وقوله تعالى: ﴿قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ﴾ إشارة إلى وقت
الفجر، وسمى صلاة الفجر قرآنًا لأنها تطول فيها قراءة القرآن، وقال تعالى: ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ
تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ١ وَلَهُ
ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ ١٨﴾ [الروم: 17، 18]. فالمراد بالتسبيح
في هذه الآية: الصلاة، وأشار بقوله: ﴿حِينَ تُمۡسُونَ﴾ إلى صلاة المغرب والعشاء، وبقوله: ﴿وَحِينَ تُصۡبِحُونَ﴾ إلى صلاة الصبح،
وبقوله: ﴿وَعَشِيّٗا﴾ إلى صلاة العصر، وبقوله: ﴿وَحِينَ تُظۡهِرُونَ﴾ إلى صلاة الظهر.
وقد بينت السنة
النبوية مواقيت الصلوات في أحاديث كثيرة، منها حديث جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: «قُمْ
فَصَلِّهِ»، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ جَاءَهُ
الْعَصْرَ، فَقَالَ: «قُمْ فَصَلِّهِ»، فَصَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ
ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ -أَوْ قَالَ: صَارَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ- ثُمَّ جَاءَهُ
الْمَغْرِبَ، فَقَالَ: «قُمْ فَصَلِّهِ»، فَصَلَّى حِينَ وَجَبَتِ
الشَّمْسُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْعِشَاءَ، فَقَالَ: «قُمْ فَصَلِّهِ»، فَصَلَّى
حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْفَجْرَ، فَقَالَ: «قُمْ فَصَلِّهِ»،
فَصَلَّى حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ - أَوْ قَالَ: «حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ» ([1]).
عباد الله: إنه يجب على كل مسلم أداء هذه الصلوات في مواقيتها، لا يقدمها عليها ولا يؤخرها عنها إلا في حالة الجمع للمسافر «والمريض» ([2]) ونحوهما ممن يجوز له الجمع شرعًا، أما من أخر
([1]) أخرجه: أحمد رقم (14538).