الصلاة عن وقتها من
غير عذر شرعي فهو مضيع لها وساهٍ عنها؛ قال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]. وقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ
غَيًّا﴾ [مريم: 59]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ليس معنى أضاعوها: تركوها بالكلية، ولكن:
أخروها عن أوقاتها». وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله: «هو ألا يصلي
الظهر حتى يأتي العصر، ولا يصلي العصر إلى المغرب، ولا يصلي المغرب إلى العشاء،
ولا يصلي العشاء إلى الفجر، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس». فمن مات وهو مصر على
هذه الحالة ولم يتب، وعده الله «بغيٍّ» وهو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه. وقال
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ
سَاهُونَ﴾ [الماعون: 5]. قال: «هو تأخير الوقت»، أي تأخير الصلاة عن وقتها، سماهم مصلين
لكنهم لما تهاونوا بها وأخروها عن وقتها توعدهم «بويل» وهو شدة العذاب، وقال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9] قال المفسرون:
المراد بذكر الله الصلوات الخمس، فمن اشتغل بماله -بيعًا وشراءً- وبأولاده عن أداء
الصلاة في وقتها فهو من الخاسرين، ولم ينفعه المال والأولاد.
عباد الله: إن الخطر في هذا
عظيم، وبعض الناس يتساهل فيه، فينشغل عن أداء الصلاة في وقتها؛ إما بعمل دنيوي من
بيع وشراء، أو عمل وظيفي، أو عمل بدني من بناء أو زراعة أو غير ذلك، أو يشتغل بلهو
ولعب، أو يتعمد النوم عن الصلاة حتى يخرجها عن