×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

وقتها، بل لقد بلغ الأمر ببعض الناس أن يجمع الصلوات الخمس في وقت واحد إذا فرغ من أشغاله، وبعضهم يجمع صلوات الأسبوع في يوم الجمعة، أو يقتصر على صلاة الجمعة ويظن أنها تكفيه، وكل هذا من التلاعب في دين الله، وعدم المبالاة بالصلاة التي هي عمود الإسلام، والفارقة بين المؤمن والكافر، فليتب إلى الله مَنْ هذا صنيعه، وإلا فإنه مادام على هذه الحالة فهو مُضَّيع للصلاة، ساهٍ عن الصلة، إنه من الخاسرين، ومن أهل الويل والغي، فاتقوا الله عباد الله.

ومن فاتته صلاة بنوم أو نسيان فليبادر بقضائها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ» ([1]).وإذا كان الفائت عدة صلوات وجب قضاؤها سردًا في الحال، وتكون مرتبة تقدم صلوات كل يوم على اليوم الذي بعده، وتقدم كل صلاة من الصلوات الخمس على التي بعدها؛ الفجر قبل الظهر، والظهر قبل العصر، والعصر قبل المغرب، والمغرب قبل العشاء، وبعض الناس يغلط في هذا، فإذا كان عليه عدة صلوات أخر قضاءها، وقضاها كل صلاة مع نظيرتها من الصلوات المستقبلة، وهذا لا يجوز وهو خطأ فاحش، وبعض آخر من الناس يغلط في صلاة الفجر إذا لم يستيقظ إلا عند طلوع الشمس فيؤخرها إلى ارتفاع الشمس، وهذا خطأ سيئ؛ لأنه يخرج الصلاة عن وقتها، والواجب أن يصليها في الحال حينما يستيقظ ولو مع طلوع الشمس؛ لأن هذا الوقت وقت نهي عن النوافل لا عن صلاة الفريضة، فالفريضة الفائتة ليس لها وقت نهي بل تصلى مهما أمكن في أي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (572)، ومسلم رقم (684).