في بيان فضل الصبر
الحمد لله رب العالمين
على فضله وإحسانه، أمر بالصبر وأثنى على الصابرين، ووعدهم أجرًا عظيمًا، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكفى بالله عليمًا، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
·
أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله تعالى
في جميع أحوالكم، واصبروا على ما ينالكم، فإن الإنسان في هذه الدنيا يبتلى بالخير
والشر، فهو بحاجة إلى الصبر الذي يستطيع به اجتياز مواقف الامتحان، وقد جاء ذكر
الصبر في القرآن في تسعين موضعًا، وهو نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر،
ونصف شكر. والصبر هو حبس النفس، وهو ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن
معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة:
فأما الأول: وهو الصبر على طاعة الله، فمما لا شك فيه أن في الطاعة مشقة، ففي الصلاة إتعاب للبدن وحرمان من النوم، وفي الصوم مشقة الجوع والعطش ومنع النفس من تناول شهواتها، وفي الصدقة بذل للمال المحبوب إلى النفوس، وفي الجهاد تعرض للخطر بالقتل والجراح، وهذه المشاق لا تلائم رغبة النفس؛ لأنها ميالة إلى الراحة، شحيحة بالمال، حريصة على الحياة والبقاء، والشيطان يخذلها ويكسلها، فهي بحاجة إلى الصبر الذي تستطيع به الثبات على الطاعة وتحمل المشقة، كما أنها بحاجة إلى الإيمان الذي تدرك به حسن عاقبة
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد