وقال تعالى: ﴿قُلِ
ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا
لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ
أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ
قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣﴾ [سبأ: 22، 23].
****
وفيهم
الملائكة؛ لأن الملائكة عُبِدُوا، واتُّخِذُوا شركاء لله عز وجل، فهناك من يعبد
الملائكة، ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ﴾ [سبأ: 22]؛ يعني: وزن ذرة، أصغر شيء، ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ﴾ [سبأ: 22]؛ لا يملكون استقلالاً، ولا يملكون بالاشتراك،
﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾
[سبأ: 22]، ما لله عز وجل منهم من معين، لا يحتاج إلى أن يعينه أحد سبحانه وتعالى،
﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ﴾ [سبأ: 23]، قالوا: هذه الآية قطعت
عروق شجرة الشرك من أصلها؛ لأن المدعو من دون الله إما أن يكون مالكًا لما يطلب
منه، أو يكون شريكا للمالك، أن يكون قريبًا من المالك بوزارة أو باستشارة -كما عند
الملوك المستشارين والوجهاء-، أو شفيعًا، آخر شيء يكون شفيعًا، يشفع لصاحب الطلب
عند الله، فنفى هذه الأمور كلها، لا أحد يملك شيئًا من السماوات، ولا من الأرض،
ولا أحد يشارك الله عز وجل في السماوات والأرض، ولا أحد يكون وليًّا وظهيرًا له،
يشير عليه، ويؤثر عليه؛ لأنه ليس بحاجة إلى الأعوان: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ﴾ [الإسراء: 111]، ليس له ولي من الذل، الناس يتخذون
أولياء؛ لأنهم محتاجون إليهم، الله لا حاجة له، لكن له أولياء بمعنى محبوبين
يحبهم، ويحبونه؛ من الولاية،