كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام،
وكان من أول ما ظهر من هؤلاء في الإسلام: المختار بن أبي عبيد في الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في
الحديث الصحيح الذي رواه مسلمٌ في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«سَيَكُونُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» ([1])، وكان الكذاب:
المختار بن أبي عبيدٍ، والمبير: الحجاج بن يوسف،
****
سبق لنا أن عبَّاد الأصنام وعبَّاد القبور
يسمعون أصواتًا، أو يرون صورًا: صور الأموات الذين يدعونهم، ويخاطبونهم، ويقضون
حاجاتهم، فيظنون أنهم ملائكة، وهم شياطين تخاطبهم من القبر، تخاطبهم من الصنم؛
لتغرر بهم، يعني: الذين تخاطبهم الشياطين.
المختار
بن أبي عبيد الثقفي من قبيلة ثقيف من الطائف، ظهر في أول أمره بالصلاح والاستقامة،
وكان مع ابن الزبير، ثم إنه انحرف، وذهب مع الشيعة، ثم في النهاية ادعى أنه نبي،
وأنه يوحى إليه، هذا المختار بن أبي عبيد، فعلت به الشياطين ما فعلت بأمثاله من
الخديعة، حتى ادعى النبوة، تخاطبه الشياطين، وهو يظن أنها ملائكة، ادعى النبوة، مع
أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن
ظهوره، فقال: «سَيَكُونُ فِي ثَقِيفٍ
كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ»، الكذاب: هو المختار، والمبير: يعني الذي يقتل
الناس هو الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم،
ظهر الكذاب وهو المختار، وظهر الحجاج الذي هو المبير، والكذاب؛ ادعى النبوة.
الحجاج بن يوسف الذي كان أميرًا في وقت بني أمية، وكان
الصفحة 1 / 347