×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقالوا: الوجود واحدٌ، ولم يميزوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع، فإن الموجودات تشترك في مسمى الوجود ، كما تشترك الأناسي في مسمى الإنسان، والحيوانات في مسمى الحيوان، ولكن هذا المشترك الكلي لا يكون مشتركًا كليًّا إلاَّ في الذهن ، وإلا فالحيوانية القائمة بهذا الإنسان ليست هي الحيوانية القائمة بالفرس، ووجود السموات ليس هو بعينه وجود الإنسان، فوجود الخالق جل جلاله ليس هو كوجود مخلوقاته .

****

الموجودات كلها تشترك في مسمى الوجود، وأنها موجودة، وهذا في الذهن، أما في الخارج فإنها تنقسم إلى أقسام: خالق، ومخلوق، والمخلوقات تنقسم إلى عوالم وأصناف، هم لا يرون تعددًا ولا انقسامًا.

 كل الأشياء موجودة، لكن الله عز وجل له وجود خاص به، والمخلوقات لها وجود خاص بها، وإن كانت كلها تشترك في اسم الوجود في الذهن، هذا في الذهن.

 الآدميون والبهائم كلها تشترك في اسم الوجود، كل منها موجود تشترك في اسم الوجود، لكنها تنقسم: هذا فرس، وهذا حمار، وهذا بعير، وهذا شاة، وهذا كلب، وهذا أسد، وهذا إنسان، وهذا ملك، وهذا جِنِّي؛ متفاوتة في وجودها، فالكون منقسم إلى أقسام -ما عدا الله عز وجل -، فإنه أجسام، مخلوقات في العالم العلوي والسفلي، هم يقولون: لا، لا يوجد انقسام، كله هو الله


الشرح