﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ
بِضَنِينٖ﴾ [التكوير: 24] أي: بمتهم، وفي القراءة الأخرى ﴿بِظَنِينٍ﴾ أي ببخيل يكتم
العلم ولا يبذله إلاَّ بجعلٍ كما يفعل من يكتم العلم إلاَّ بالعوض ﴿وَمَا هُوَ
بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ﴾ [التكوير: 25]، فنزه جبريل عليه السلام عن أن
يكون شيطانًا، كما نزه محمدًا صلى الله عليه وسلم عن أن يكون شاعرًا أو كاهنًا .
فأولياء الله
المتقون هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيفعلون ما أمر به، وينتهون عما
عنه زجر، ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه ،
****
﴿بظنين﴾ بالظاء
أي: بمتَّهم؛ من الظنة، وهي الاتهام، أو ﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ﴾ [التكوير: 24]؛ بالضاد؛ أي: ببخيل، فيكتم ما أوحاه الله
إليه، بل إنه يبلغ ما أنزل الله إليه، لا يبخل بما أوحاه الله إليه.
﴿بِضَنِينٖ﴾
بالضاد؛ أي: بكاتم ما أوحي إليه، وبخيل بما أوحي إليه، أو لا يبلغه إلاَّ بجُعْل
أو مال، ﴿قُل
لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ﴾
[الأنعام: 90]، فهو يبلغ ما أنزل إليه، ولا يطلب أجرًا من الناس.
كما
تقولون: إنه من تنزل الشياطين، الله عز وجل قال: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾ [الشعراء: 210]، إنما هذا على الكهان، لا على الرسل.
الله
سبحانه وتعالى بين من هم أولياء الله، وذلك في قوله: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾
[يونس: 62- 63]، هؤلاء هم أولياء الله، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63]، ومن الإيمان بالله والتقوى اتباع الرسول
صلى الله عليه وسلم، فأولياء الله هم الذين يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيفعلون ما أمرهم به،
الصفحة 1 / 347