×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ [التكوير: 24] أي: بمتهم، وفي القراءة الأخرى ﴿بِظَنِينٍ أي ببخيل يكتم العلم ولا يبذله إلاَّ بجعلٍ كما يفعل من يكتم العلم إلاَّ بالعوض  ﴿وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ [التكوير: 25]، فنزه جبريل عليه السلام عن أن يكون شيطانًا، كما نزه محمدًا صلى الله عليه وسلم عن أن يكون شاعرًا أو كاهنًا .

فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيفعلون ما أمر به، وينتهون عما عنه زجر، ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه ،

****

﴿بظنين بالظاء أي: بمتَّهم؛ من الظنة، وهي الاتهام، أو ﴿وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ [التكوير: 24]؛ بالضاد؛ أي: ببخيل، فيكتم ما أوحاه الله إليه، بل إنه يبلغ ما أنزل الله إليه، لا يبخل بما أوحاه الله إليه.

﴿بِضَنِينٖ بالضاد؛ أي: بكاتم ما أوحي إليه، وبخيل بما أوحي إليه، أو لا يبلغه إلاَّ بجُعْل أو مال، ﴿قُل لَّآ أَسۡ‍َٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ [الأنعام: 90]، فهو يبلغ ما أنزل إليه، ولا يطلب أجرًا من الناس.

كما تقولون: إنه من تنزل الشياطين، الله عز وجل قال: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ [الشعراء: 210]، إنما هذا على الكهان، لا على الرسل.

الله سبحانه وتعالى بين من هم أولياء الله، وذلك في قوله: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62- 63]، هؤلاء هم أولياء الله، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس: 63]، ومن الإيمان بالله والتقوى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأولياء الله هم الذين يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفعلون ما أمرهم به،


الشرح