وَعَاقِبَةُ
مَنْ أَطَاعَهُ إِلَى شَرٍّ، إلاَّ أَنْ يَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ .
وَكَذَلِكَ
عُبَّادُ الأَصْنَامِ قَدْ تُخَاطِبُهُمْ الشَّيَاطِينُ، وَكَذَلِكَ مَنْ
اسْتَغَاثَ بِمَيِّتٍ أَوْ غَائِبٍ، وَكَذَلِكَ مَنْ دَعَا الْمَيِّتَ أَوْ دَعَا
بِهِ، أَوْ ظَنَّ أَنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَ قَبْرِهِ أَفْضَل مِنْهُ فِي الْبُيُوتِ
وَالْمَسَاجِدِ . وَيَرْوُونَ حَدِيثًا هُوَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ
الْمَعْرِفَةِ وَهُوَ: «إِذَا أَعْيَتْكُمْ الأُمُورُ فَعَلَيْكُمْ بِأَصْحَابِ
الْقُبُورِ» .
****
من
أطاع الشيطان، فلا شك أنه خاسر، وأن عاقبته إلى شر إلاَّ أن يتوب، والشيطان لا يقف
عند حد، ولهذا قال عز وجل: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ
لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ﴾
[البقرة: 168] الشيطان يتدرج بالإنسان شيئًا فشيئا، حتى يوصله إلى النهاية في
الكفر والإلحاد، يطمع منه في أول شيء باليسير؛ ليؤسس معه، ثم ينتقل معه شيئًا
فشيئًا حتى النهاية بالكفر.
هذا سبق أنه ما يحتج بحصول المقصود والحاجة، أما
إذا كانت الوسيلة والعمل شرك، لا يحتج بحصول الحاجة وحصول المقصود، فإن الشيطان
أيضًا يأتي إلى عباد القبور، ويخرج عليهم بصورة الميت، ويخاطبهم، ومن يعبد الصنم،
يأتي ويدخل في الصنم، ويخاطبه، وهو يظن أنه الصنم، وهو الشيطان، وهكذا، الشيطان
عنده مقدرة لا يراها الإنس، ولا يقدر عليها؛ فيغر بني آدم.
فإن
الشيطان يتمثل له، ويخاطبه، ويظن أن هذا هو الميت خرج إليه، وقضى حاجته، وهو
الشيطان؛ لأن الميت لا يخرج من قبره، ولا يرجع إلى الدنيا أبدًا، إنما هذا هو
الشيطان يخرج له.
سبحان
الله! هل هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن
الصفحة 1 / 347