ومن
ظن أن القدر حجةٌ لأهل الذنوب، فهو من جنس المشركين
****
﴿ذَكَرُواْ
ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ
وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135]، هذا محل الشاهد من الآيات: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ
فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ﴾ [آل عمران: 135]، استحضروا عظمة الله، وخافوا أنه شهيد
ورقيب عليهم، ﴿فَٱسۡتَغۡفَرُواْ
لِذُنُوبِهِمۡ﴾، هذا محل الشاهد:
أهل الجنة يستغفرون لذنوبهم، أين الذين يقولون: ما تضر المعصية المؤمنين؟!
القضاء والقدر من الله سبحانه وتعالى، الإيمان به ركن من أركان الإيمان الستة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])، فمن لا يؤمن بالقضاء والقدر، فإنه جحد ركنًا من أركان الإيمان، والإيمان بالقضاء والقدر بأن يؤمن بأن الله قدر الأشياء قبل وقوعها، وكتبها؛ أولاً علمها سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي الذي هو موصوف به أزلاً وأبدا، علم ما كان وما يكون، ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ، حينما خلق القلم قال له: اكتب، فكتب ما هو كائن في اللوح المحفوظ إلى أن تقوم الساعة، فما من شيء إلاَّ وهو مكتوب في اللوح المحفوظ، ثم إن الله عز وجل يوجِد هذه الأشياء في مواقيتها، إذا شاءها، وجدت في مواقيتها، لا تتأخر عنها، كل شيء يوجد في وقته، يشاؤه سبحانه وتعالى، ثم يخلقه في وقته، لا يخرج شيء عن هذا، فمن لا يؤمن بالقضاء والقدر، لم يكن مؤمنًا