×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فالمؤمنون إذا أصابتهم مصيبة - مثل المرض والفقر والذل - صبروا لحكم الله، وإن كان ذلك بسبب ذنب غيرهم، كمن أنفق أبوه ماله في المعاصي فافتقر أولاده لذلك، فعليهم أن يصبروا لما أصابهم، وإذا لاموا الأب لحظوظهم ذكر لهم القدر .

والصبر واجب باتفاق العلماء، وأعلى من ذلك الرضا بحكم الله، والرضا قد قيل: إنه واجبٌ، وقيل: هو مستحبٌّ، وهو الصحيح .

****

الأسباب، بل يصبر، ولا يجزع، ولكن يبذل الأسباب للخروج من المأزق ومن الشدة، يأخذ بالأسباب.

الصبر واجب، وهو في كتاب الله في آيات كثيرة، والصبر هو رأس الإيمان. الذي ليس له صبر، لا يكون عنده إيمان، الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، الذي ليس عنده صبر، لا يبقى له دين؛ كما أن الجسد إذا فقد الرأس، لم يبق به حياة، الصبر أمره عظيم، كرره الله في القرآن، وأمر به، وذكر فوائده ونتائجه، وهي الصبر كله عند المصائب.

 الصبر واجب، وأما الرضا بالمصيبة، فهذا ليس واجبًا، إن حصل، فحسن أن يرضى، ويسلم، «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ»، هذا من كمال الإيمان، الرضا من كمال الإيمان، وليس بواجب؛ لأن الإنسان يتألم، ويتضايق. الرضا ليس بواجب، ولكن الصبر وعدم الجزع واجب، أما الرضا، فهذه درجة عالية، لا ينالها كل الناس، لكن إذا حصلت، فهذا طيب.


الشرح