وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح: «إِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ» ([1])، والشياطين إذا
رأت ملائكة الله التي يؤيد بها عباده هربت منهم،
****
القتال، ﴿وَقَالَ
لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ﴾، هذا غرور - والعياذ بالله -، ﴿وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ﴾،
ما أحد يصل إليكم، فلما التحم القتال، والتقى الصفان، وتراءى الجمعان - جمع
المسلمين وجمع الكفار -، هرب الشيطان، وتركهم، ﴿وَإِذۡ
زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ
مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ﴾؛
أي: رجع ﴿عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ﴾،
وهو يقول: إني جار لكم ﴿نَكَصَ عَلَىٰ
عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ﴾،
لما ورطهم، رجع عنهم، وقال: ﴿إِنِّي
بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ﴾، السبب: ﴿إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا
تَرَوۡنَ﴾، ماذا يرى؟ رأى الملائكة مع
الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والشياطين لا تجتمع مع الملائكة أبدا، فلما
رأى الملائكة، هرب، ﴿إِنِّيٓ أَرَىٰ
مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ﴾
الخوف توًّا يأتيه، ﴿إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ
وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾،
هذا موقف له في الدنيا، وذكر الله موقفه منهم في الآخرة، هذا موقف الشيطان من أوليائه
في الدنيا في وقعة بدر، وموقفه منهم في الآخرة كما في الآية.
﴿إِنِّيٓ
أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 48]، تفسير هذه الآية: أنه رأى جبريل عليه
السلام يزع الملائكة؛ يعني: يسوقهم، يسوق الملائكة إلى مشاركة الصحابة في القتال.
الشياطين إذا رأت ملائكة الله - عندكم في بعض النسخ: