وهذه مما تفتح لصاحبها اتصالاً بالجن والشياطين ،
فيظنون ذلك من كرامات الأولياء، وإنما هو من الأحوال الشيطانية ، وأعرف من هؤلاء
عددًا ، ومنهم من كان يُحمل في الهواء إلى مكان بعيد ويعود ،
****
الجن
تأتيه وتضله، وإما شياطين الإنس يأتونه بالأفكار المنحرفة، ويلقون في ذهنه أن
المسلمين كفار، وأنهم يحتاجون إلى جهاد، فيحصل ما يحصل، كل هذا بسبب الانعزال
والعزلة عن المسلمين، وعن بيوت الله، وعن ذكر الله عز وجل.
إذا خلا، وترك الأكل والشرب مدة، يأتيه الشيطان،
ويغره، ويظن أنه ملك من الملائكة.
يظنون
أن الذي يحصل لهم من هذه الغرائب من الكرامات، وأنهم أولياء لله، والواقع أن هذه
ليست كرامات، وإنما هي خوارق شيطانية، وإنها إهانة لهم على يد الشيطان ليضلهم.
الشيخ
يعرف من هؤلاء الذين ابتلوا بهذه الخلوات وهذه النزغات، يعرف منهم عددًا في وقته
رحمه الله.
ومنهم
من تخدمهم الشياطين، إذا تقرب إليهم وأطاعهم، خدموه، فصاروا يطيرون به في الهواء،
ويظن الناس أنه هو الذي يطير بنفسه، ويقولون: هذه كرامة. يطير في الهواء،
يمشي على الماء، يمشي على البحر، ولا يغرق، يدخل النار والجمر وما أشبه ذلك، ولا
تأكله، وإنما هذه أعمال شيطانية، الشياطين تحمله، وتعمل له هذه الأشياء بسبب أنه
أطاعهم، فخدموه؛ كما قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا
الصفحة 1 / 347