×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

لكن يخيل لهم أشياء تكون في نفوسهم ويظنونها في الخارج ، وأشياءُ يرونها تكون موجودةً في الخارج، لكن يظنونها من كرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطين . وهؤلاء الذين يقولون بالوحدة قد يقدمون الأولياء على الأنبياء ،

****

 يأتيهم تخيلات في أنفسهم، ويظنون أنها صحيحة، وأنها واقعة في الخارج، يعني: واقعة وموجودة، وهي غير موجودة.

قد يظنون أنها موجودة في الخارج، وأنها كرامات من كرامات الأولياء، وهي في الواقع ليست من كرامات الأولياء - أولياء الرحمن - وإنما هي من فلسفات وخرافات أولياء الشيطان.

«الوحدة» يعني: وحدة الوجود، وأنه لا انقسام في الكون.

الذين يقولون بوحدة الوجود إذا قيل لهم: الأنبياء جاؤوا بخلاف ما تقولون. قالوا: الأولياء، يقصدون بالأولياء أصحابهم، يقولون: أولياء؛ لأن عندهم هذه الشبهات، ومخاريق الشيطان، فيقولون: نحن أفضل من الأنبياء، الأنبياء ما أدركوا ما أدركنا، ولا وصلوا إلى ما توصلنا إليه، والأنبياء إنما جاؤوا للعوام، ولم يأتوا إلينا؛ لأننا لسنا بحاجة إليهم، نحن أدركنا وعرفنا، فلسنا بحاجة إلى الأنبياء، إنما الأنبياء للعوام الذين ما أدركوا، ولا وصلوا إلى ما وصلنا إليه، وهؤلاء يسمونهم خاصة الخاصة؛ لأنهم عرفوا ووصلوا بمداركهم ومعلوماتهم إلى شيء لم يصل إليه الأنبياء، ولذلك يفضلون الولي على النبي، فيقولون:

مقام النبوة في برزخٍ **** فويق الرسول ودون الولي

الولي أعلى مرتبة عندهم.


الشرح