وقال تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116]،
إلى قوله: ﴿يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ
وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [النساء: 120]،
****
﴿نُقَيِّضۡ
لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا﴾؛ عقوبة، ﴿فَهُوَ
لَهُۥ قَرِينٞ﴾، لا يفارقه قرينه ﴿وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ
عَنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الزخرف: 37]، الشياطين يصدون
هؤلاء، ﴿وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 37]، وهذا من تمام
العقوبة، الإنسان إذا أخطأ، وصار يشك أنه أخطأ، يمكن أن يراجع نفسه، ويتوب، هذا
أخف من الذي يرى أنه على حق؛ لأن الذي يرى أنه على حق، لا يرجع، ﴿وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ
عَنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الزخرف:
37]؛ أي: الشياطين، ﴿وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 37]؛ من أجل أن
يستحكم الضلال عليهم، نسأل الله العافية!
﴿حَتَّىٰٓ
إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ
ٱلۡقَرِينُ﴾ [الزخرف: 38]، هذا في
الدنيا، فإذا جاء يوم القيامة، يقول هذا الإنسان للشيطان الذي أضله في الدنيا: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا
جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ
٣٨وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ
مُشۡتَرِكُونَ ٣٩﴾ [الزخرف:
38- 39]؛ يعني يوم القيامة، ﴿إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: 39]، بل العادة في الناس أنه إذا وقع الضرر
على الجميع، يخف، لكن في الآخرة لا، كلٌّ يرى أن العذاب كله عليه، دون غيره ﴿وَلَن
يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: 39]، ما يخفف عنكم هذا يوم القيامة.
﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾
[النساء: 116]، الشرك ما يغفر إلاَّ بالتوبة والدخول في الإسلام، بخلاف الذنوب
التي دون الشرك؛
الصفحة 1 / 347